بسبب ذكائه الخارق الذي استخدمه في الشر، استطاع بحريني في الأربعينيات من عمره، بعد عام كامل من التحضيرات، أن يقوم بتزييف خمسمائة دينار بحريني، في شقته بأم الحصم، وقام بالفعل بترويج 330 دينارا منها على برادات يعمل بها آسيويون، لكن مباحث مكافحة الجرائم الاقتصادية نجحت في القبض عليه، واستعادة المبالغ المزيفة بالكامل وضبط أدوات التزييف. الحكاية بدأت عقب ضبط احد المتهمين بواسطة إدارة مكافحة المخدرات، حيث كانت المعلومات قد جاءت في البداية لتشير الى أن أحد المدمنين وهو في العشرينيات من عمره يقوم ببيع الهيروين، وبضبطه عثر معه بالإضافة إلى الهيروين على مبلغ 70 دينارا من فئتي 20 دينارا و10 دنانير مزيفة، وقامت إدارة مكافحة المخدرات بإحالة المتهم والدنانير المزيفة إلى إدارة مكافحة الجرائم الاقتصادية. وبسؤال المتهم عن مصدر هذه الدنانير المزيفة أفاد بأنه حصل عليها من الرجل الذي يملك الشركة التي يعمل بها، وأبدى تعاونه مع الشرطة للمساعدة في ضبط هذا المتهم، وعلى الفور تم استصدار إذن من النيابة العامة بتفتيش مسكن المتهم الأول وضبطه، وقام المتهم الثاني بالاتصال به امام الشرطة طالبا منه مبلغ خمسين دينارا من الدنانير المزيفة، وبحضوره ومعه المبلغ تم القبض عليه، وبتفتيش بيته بأم الحصم تم العثور على أدوات التزييف التي استخدمت في تزوير مبالغ مالية. وأمام نيابة العاصمة توالت الاعترافات، حيث اعترف المتهم الثاني بأنه مدمن، وأنه مستعد لأن يفعل أي شيئ من اجل المال الذي يشتري به المخدرات، ولهذا السبب قام صاحب الشركة التي يعمل بها، بإعطائه مبلغ 150 دينارا وطلب منه ان يقوم بترويجها وتوزيعها على البرادات التي يعمل بها آسيويون، بأن يدخل ليشتري علبة سجائر أو علكا ويأخذ باقي العشرين دينارا أو العشرة دنانير مبالغ سليمة، يقوم بتسليمها إليه وذلك مقابل الحصول على عمولة. واعترف المتهم الأول بأنه وقع فريسة للديون بسبب إدمانه وزواجه لاثنتين، ولذلك فكر في وسيلة للخلاص من هذه المشكلة، وهداه تفكيره إلى أن يقوم بتزوير مبالغ مالية، وقد ظل يجرب ويحاول على مدى سنة كاملة، حتى استطاع مؤخرا تزييف مبلغ 500 دينار بطريقة متقنة، وكانت من فئتي عشرة دنانير وعشرين دينارا، ولم يجد من يثق فيه لترويج هذه المبالغ سوى موظف لديه يعرف انه مدمن أيضا فأعطاه 150 دينارا لتوزيعها، وقد تمكن الموظف من توزيع 80 دينارا وقبض عليه وهو يحوز 70 دينارا، أما هو فتمكن من ترويج 250 دينارا، وضبطت بشقته أثناء التفتيش مائة دينار، ليصل مجموع المبالغ المزيفة التي تم ترويجها خلال أيام قليلة الى 330 دينارا. وأفاد شهود الواقعة من رجال الشرطة أنهم استطاعوا ان يتعرفوا من المتهمين على جميع المحال التي روجوا اليها العملات المزيفة واستطاعوا أن يضبطوا الـ330 دينارا المزيفة بالكامل. أمرت النيابة بحبس المتهمين سبعة أيام على ذمة التحقيق، ووجهت للمتهم الأول تهمتي تقليد عملة ورقية متداولة قانونيا بمملكة البحرين، وترويج وحيازة عملة مزيفة، ووجهت للمتهم الثاني تهمة ترويج وحيازة عملة مزيفة .
الأحد يناير 20, 2008 6:27 pm